الإله والتصميم الغائي (54) هل يحتاج أثير الذكاء إلى مفارق؟ - يحيى محمد
Yahya Mohamed Yahya Mohamed
1.49K subscribers
85 views
8

 Published On Aug 21, 2024

محاضرات في فلسفة العلم حول علاقة الإله بالكون والحياة..
نبذة مختصرة عن المحاضرة (54):
▪أول ما يرد من تساؤل فلسفي في هذه المحاضرة: هل أثير الذكاء مدين في وجوده لكائن آخر مفارق؟ أم انه هو ذاته عبارة عن مبدأ الوجود الأول؟.
▪ثمة ثلاثة معان للإله محتملة فلسفياً: 1- المفارق 2- المحايث 3- الجمع بينهما. وجميعها حاضرة لدى كل من الاديان التوحيدية والوضعية والفلسفات القديمة.
▪ان الأديان القديمة غالبا ما تعتقد بالآلهة المحايثة المتعددة الأشكال، وعلى رأسها الأجرام السماوية. وان الفلاسفة القدماء كما تظهره بعض الشروحات المتأخرة جعلوا الفعل الإلهي يحمل الازدواج، فهو مفارق ومحايث. كما نجد في الاديان التوحيدية المعاني الثلاثة للإلوهة حاضرة. ففي الاسلام مثلا يوصف الإله بأنه جالس على العرش فوق السماوات السبع كدلالة على الإله المحايث، يضاف الى الرؤية التي ترى الإله لا يحدّه زمان ولا حيز ومكان، كدلالة على الإله المفارق. وفي المسيحية انها تجمع بين الإلهين المفارق والمحايث.
▪لو قلنا بأن الإله مفارق؛ فسيفضي الحال إلى اقحامه المباشر في تفسير النظم المعقدة.. لكننا لسنا مضطرين إلى هذا المعنى عند افتراض أثير الذكاء، حيث يصبح التصميم والتخليق من نصيب هذا الاثير غير المفارق.
▪وفقا لمبدأ البساطة، قد يكتفى علميا بالإله المحايث دون اعتبار للإله المفارق؛ سواء كان موجودا أو معدوما.
▪يأتي أثير الذكاء الروحي بديلا عن وحدة الوجود الصوفية. فمن جانب ان لهذا الأثير استقلالية ذاتية عن الخلق، كما من جانب آخر ان له قدرة وإرادة حقيقيين.
▪نلفت النظر إلى ان التعبير عن الإله المحايث بأثير الذكاء؛ هو تعبير خاطئ، لكنه جاء كمجاراة للاستخدام العلمي. فالإله لا ينعت بالذكاء مثلما ينعت البشر به لامتزاج العلم بالجهل، بل يوصف الإله بالمدبر الحكيم كما يليق به وفق المعنى الفلسفي والديني.
(المهندسة رباب تميم قاسمُو)

show more

Share/Embed