الإله والتصميم الغائي (63) المأساة الشخصية كدافع لتغيير الاعتقاد - يحيى محمد
Yahya Mohamed Yahya Mohamed
1.49K subscribers
1,350 views
28

 Published On Sep 22, 2024

محاضرات في فلسفة العلم حول علاقة الإله بالكون والحياة..
نبذة مختصرة عن المحاضرة (63):
▪اعتاد اللاهوتيون ان يؤكدوا بان للإله صفات تامة، لكن شذ عن هذا الاعتقاد القليل منهم، أبرزهم الحاخام "هارولد كوشنر" الذي أصدر كتابا بعنوان (عندما تحدث الأشياء السيئة للناس الصالحين) بداية ثمانينات القرن الماضي.
▪لم يقتنع "كوشنر" بالحجة اللاهوتية التقليدية، واتخذ موقفا جريئا عبر التنازل عن بعض الصفات الكمالية للإله. فقد انحاز إلى صفة "الخير" مع اضطراره للتخلي عن صفة "القدرة التامة"، معتبرا ان المعاناة التي نتعرض لها ليست من فعل الله ولا أمكنه منعها. فهو لا يتدخل مثلا لإنقاذ الناس الطيبين من الزلازل. وأن كل ما في وسعه مساعدتنا عند اللجوء إليه بعد المحن والمصائب.
▪أما الشر فقد عزا حدوثه إلى علل ثلاث، الارادة البشرية والقانون الطبيعي والعشوائية:
الارادة البشرية: حيث ان الله لا يتدخل في هذه الإرادة لأنها تفضي إلى الانتقاص من انسانية الانسان.
القانون الطبيعي: حيث القانون أعمى ولا يخضع للاستثناءات ولا للقيم الأخلاقية، وبه تحصل الزلازل وسائر الكوارث المعروفة.
العشوائية: حيث تسبب بعض الحوادث الناتجة عن عدد من المصادفات التي قد يتعرض لها البعض فيصاب بالمعاناة والشر.
▪يرى كوشنر أن ترتيب الكون ما زال "لم يكتمل"، ولهذا تحدث الفوضى والشرور العشوائية. ولكن يبقى أغلب العالم منظما لخضوعه إلى قوانين دقيقة وثابتة. وهنا نقطة ضعف كوشنر عندما جعل الفوضى ومن ثم الشر خارج دائرة القوانين.
▪لقد جاءت وجهة نظر كوشنر كرد فعل على ما اصيب من حزن بسبب وفاة ابنه المبكرة، وتعبر هذه الوجهة من النظر عن نوع من اصلاح الاعتقاد الديني دون ان تفضي إلى الإلحاد أو التشكيك.
▪وفي بعض الأحيان قد تؤدي المأساة الشخصية إلى الالحاد، كالذي حصل مع الكاتب الامريكي مايكل شيرمر، فأصدر كتابا بهذا الشأن سماه (الدماغ المؤمن) عام ألفين وأحد عشر، وأصبح مؤسسا لجمعية المشككين.
(المهندسة رباب تميم قاسمُو)

show more

Share/Embed