محاضرات في فلسفة العلم حول علاقة الإله بالكون والحياة..
نبذة مختصرة عن المحاضرة (50):
▪ان معيار "التعقيد المخصص" في الدلالة عن التصميم والذكاء عند وليام ديمبسكي يقوم على فكرتين:
التعقيد هو ما يفتقر إلى النمطية ويتصف بقلة احتمال تحققه.
التخصيص فهو إما أثر مخصص مستقل، أو انه أداء وظيفة معينة.
▪ان مفهوم "التخصيص" يكتسب بعض الغموض، لا سيما ما يتعلق ب"الأثر المخصص". وقد عبّر عنه ديمبسكي بمثال:
الحرف الواحد للغة يعتبر مخصصاً.
كما ان تكرار الأحرف هي أيضاً مخصصة من حيث التكرار.
كذلك ان الجملة المفيدة للمعنى مخصصة بمعناها.
لذا فالتخصيص في الجملة المفيدة يتعلق ب"الوظيفة". في حين يتعلق التخصيص في "تكرار الأحرف" بالبنية دون الوظيفة. وبالتالي ثمة أنماط مختلفة للتخصيص، وعندما تكون معقدة فإنها تدل على "التصميم الذكي".
▪إن شرط "التعقيد" لا غنى عنه عند ديمبسكي، لكنه ليس كافياً. لذلك اضاف بعض الشروط الاضافية وهي اجتماع "التخصيص مع الاتقان" مثال:
عندما يصوب رامي سهام رميته إلى دائرة ضيقة يصعب تصويبها فسيكون قد حدد الهدف، وهو نوع من "التخصيص".
ومن ثم إذا كان قد صوبَ هذه الدائرة مرات كثيرة فسيعرف من خلال هذا الأثر بأنه "مُتقن".
لكن مع وجود شرط، وهو ان تحديد الهدف يأتي قبل التصويب لا بعده.
▪ثمة جملة ملاحظات نقدية على نظرية ديمبسكي تم عرضها في النقاط الخمس التالية:
1ـ حدد ديمبسكي أنماط التفسير العلمي بثلاثة هي الصدفة والضرورة والتصميم الذكي. لكنه لم يُشر إلى نمطين آخرين هما القانون الاحصائي واللا تحدد.
2ـ من الممكن ان نجد تعقيداً مخصصاً - نسبياً - لكن من غير ارتباط بالأسباب الذكية، كما في حالة التقلبات المتنافية والنظم الفيزيائية الديناميكية.
3ـ ان تعريف ديمبسكي الجديد للتخصيص والقائل بأنه «ما يسهل وصفه»؛ يتميز بالذاتية قبال الموضوعية. وهو لا ينطبق على جميع الحالات التي يُستكشف منها الذكاء عند اضافته إلى التعقيد.
4ـ تتميز نماذج التخصيص كما أدلى بها ديمبسكي بخليط من الذاتية والموضوعية. في حين تتميز أمثله أخرى كالتكرار والمعنى والوظيفة بالموضوعية لا الذاتية.
5ـ لا ينطبق مفهوم ديمبسكي للتعقيد المخصص على قوانين الضبط العددي الدقيق في الكون الفيزيائي. فمن الناحية الفعلية ليس في هذه القوانين والثوابت ما يعود إلى الامكانية الاحتمالية وقابليات الصدفة.
▪ننتهي الى ان معيار "التعقيد المخصص" لا يعتبر صالحاً للكشف عن قانون الذكاء وفق الاشكالات المعروضة. في حين يصلح معيار "الاحتمال النوعي" للكشف عن هذا القانون كما جاءت تفاصيله خلال عدد من المحاضرات السابقة.
(المهندسة رباب تميم قاسمُو)