محاضرات في فلسفة العلم حول علاقة الإله بالكون والحياة..
نبذة مختصرة عن المحاضرة (53):
▪أدرك الفيزيائيون وجود تداخل بين الجسيمات الأولية، وهو ما يوحي بوجود شيء مشترك للجسيمات ويأتي هذا الافتراض على معنيين:
الأول هو سريان الشيء في صميم الجسيمات، بحيث يكون الجسيم مركبا من الشيء الخاص والشيء المشترك، لذا فالتحولات من بعضها إلى البعض الآخر يجري وفق المشترك الذي يجمعها.
الثاني هو انبساط الشيء على الجسيمات. أي ثمة شي يسري على الجسيمات من الخارج. وهذا المشترك ليس من ضمن ذوات الجسيمات الداخلية، بل عارض عليها من الخارج.
▪ان العنصر المشترك وفق المعنى الثاني هو أثير منبسط على الأشياء وظيفته هي إمداد المعلومات والقوة للتأثير والتنوع والتطور الغائي.
▪ان انبساط أثير الذكاء على الأشياء قد يجعلها منطبعة به، فتحظى بأطياف متفاوتة من صفاته بفعل احتكاكها القوي بهذا الأثير. مثل صفات الحياة والادراك والإرادة. وفي هذه الحالة يكون أثير الذكاء أشد احتكاكا بالانسان وأكثر فاعلية مقارنة بالكائنات الأرضية الحية.
▪لهذه الفكرة الاحيائية جذورها الفلسفية والدينية القديمة. وفي النصوص الاسلامية نجد دلالة واضحة عليها مثلما ورد في عدد من الآيات القرآنية.
▪بل وان هذه الفكرة حاضرة في الفكر الحديث والمعاصر، حيث يتبناها العديد من الفلاسفة والعلماء بصيغ مختلفة، مع دلالات متقاربة. وهي ما تعرف بمذهب "النفسانية الشاملة".
▪تبقى اطروحة أثير الذكاء الروحي مندرجة من حيث الأساس ضمن التصورات الفلسفية رغم ان لها روابط ومبررات علمية ضمن أفق الارتباط المستحكم بين العلم والفلسفة.
▪هناك ظواهر عديدة توحي بوجود قوانين مشفرة تقف خلف النظم الفيزيائية مثلما تقف خلف النظم الحية. وهو أمر يمكن تفسيره وفق أثير الذكاء كحقل حيوي مرافق لكل التأثيرات الفيزيائية بما تنطوي عليه من اعتبارات غائية لم يتم الاعتراف بها لحد الآن.
(المهندسة رباب تميم قاسمُو)