الإله والتصميم الغائي (59) معيار تحديد هوية الكائن الجديد - يحيى محمد
Yahya Mohamed Yahya Mohamed
1.5K subscribers
335 views
15

 Published On Sep 8, 2024

محاضرات في فلسفة العلم حول علاقة الإله بالكون والحياة..
نبذة مختصرة عن المحاضرة (59):
▪سنضع معيارا لتمييز القيم الاخلاقية التي نتبعها كبشر؛ مع تلك التي يتبعها "الكائن القادم".
▪تنقسم القيم الأخلاقية إلى علاقتين مترابطتين ومختلفتين. نطلق على العلاقة الأولى "المعنى الوجودي"، كما نطلق على العلاقة الثانية "المعنى المعياري". وللتمييز بين المعنيين، نضرب المثال التالي: نفترض ان زيدا وخالدا من الناس لا يسرقان لكن:
الأول زيد، لا يسرق لدافع أخلاقي، حتى لو كانت السرقة مؤمنة، حيث يجد في القيمة الأخلاقية أمرا ذاتيا يدعوه إلى عدم السرقة "معنى معياري".
خلافا للثاني خالد، فهو لا يسرق ليس لدافع أخلاقي، بل للخشية من ان يكشف أمره فيفضح أو يزج في السجن،أو للخوف من ان ينال عقاب الله في الآخرة "معنى وجودي".
▪لذلك لكي يحصل شيء من الرقي والتقدم ،لا بد من قلب التحكم القيمي مما هو "وجودي إلى معياري". ولو نظرنا إلى الأصل المتحكم في العلاقة الاجتماعية للبشر؛ سنجد ان الغالب فيها محكوم بالمعنى الوجودي لا المعياري للقيم. ومن ثم نتفاءل ان يأتي اليوم الذي يتم فيه تحكم تحكم المعنى المعياري في المعنى الوجودي. وعندها يتحقق مغزى وجودنا، حيث البشر مدعوون للتحول إلى كائنات أخرى أكثر رقياً، كما نتوقع حدوث ذلك مستقبلاً.
▪الان نعود لنلخص ما تم التوصل اليه خلال المحاضرات الاخيرة حول قدوم كائن جديد، وذلك من خلال تعداد المبررات التي تقوم عليها الاطروحة الجديدة:
اولا: توحي سلسلة التطور الطولي وتعقيداتها الحيوية بالغائية والتوجيه.
ثانيا: يرشدنا الدليل الاستقرائي التقليدي إلى ان التطور الطولي مستمر دون وجود ما يبرر توقفه عند حد معين.
ثالثا: لقد ظهرت أشياء جديدة لدى البشر لم تكن معهودة من قبل، فهي غير مادية أو بايولوجية، لكنها ما زالت ناقصة بدائية.
رابعا: يبدو ان نشوء الانسان تدرج ضمن عدد من المراحل التكاملية، لكنها ما زالت ناقصة وتحتاج إلى ما يتممها. فالانسان ليس نهاية ملحمة تطور الكائنات الحية، بل هو أول خطوات الرقي من الناحية العقلية والروحية والأخلاقية.
▪اخيرا سيتم تناول فلسفة الشر وصلته بالتصميم الغائي، عبر عدد من الحلقات القادمة ان شاء الله
(المهندسة رباب تميم قاسمُو)

show more

Share/Embed