Published On Sep 16, 2024
مالي وللدنيا ؟!
~ فضيلة الشيخ خالد إسماعيل
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب شيء إلى أصحابه، وكانوا لا يتحملون أن يروه متألما أو حزينا، وذات يوم نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير، كما هي عادته في عدم الاكتراث بمتاع الدنيا، فقام من نومه وقد أثر ذلك الحصير الخشن في جنبه الشريف، فلما رأى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أثر الحصير في جنبه قالوا: يا رسول الله! لو اتخذنا لك بساطا حسنا وفراشا لينا لكان أحسن من اضطجاعك على هذا الحصير الخشن. فقال - صلى الله عليه وسلم – : "ما لي وما للدنيا؟" أي: ليس لي ألفة بها ولا محبة لها حتى أرغب فيها وأنبسط إليها وأجمع ما فيها، أو: أي ألفة ومحبة لي مع الدنيا وأي شيء يربطني بها حتى أشتغل بتحصيلها؟ فإني طالب الآخرة وهي ضرتها المضادة لها. فهو استفهام بمعنى النفي؛ أي: لا أرب ولارغبة لي فيها، ثم قال: "ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"، أي: ليس حالي معها إلا كحال راكب طريقه طويلة، وغايته بعيدة، فنزل يستظل بظل شجرة، ثم ما لبث أن قام ورحل عنها.