اشهر مرثيات العرب .. مالك بن الريب
Ahmad Fakhouri Ahmad Fakhouri
1.71M subscribers
91,164 views
5.3K

 Published On Nov 5, 2022

شرح أبيات قصيدة رثاء مالك بن الريب
في سياق موضوع شرح قصيدة مالك بن الريب يرثي نفسه كاملة، سوف نوضح شرح بعض الأبيات المشهورة من القصيدة في السطور الآتية:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بجنب الغضى أزجي القِلاص النَّواجيا

يبدأ الشاعر قصيدته بالسؤال عن حاله هل سيبقى له عُمرٌ آخر يعيش فيه مع أحبابه في وادي الغضى ويتمنى أن يبيت ليلة يسوق فيها النياق السريعة، وها هو الآن في بلدٍ لا يعرفها ولا يألفُها ولا تألفه وهو يتذكر في هذه الأبيات بلده وأرضه والنعم التي رُزق بها، وها هو قد أدرك قيمة نعمها بعد أن بعدت عنه وفارقها.

حتى أصبح لا يتمنى سوى رجوعه إلى أرضه ولو ليلة واحدة وأن يسوق عليها إبله وهذا البيت من أهم شرح قصيدة مالك بن الريب يرثي نفسه كاملة.

فليت الغضى لم يقطع الرَّكب عرضه ** وليت الغضى ماشي الرِّكاب لياليا

يتمنى مالك بن الريب لو أنَّ وادي الغضى سار معهم وهم مسافرون فلم تقطع عرضه المطايا، فأحدث الشاعر في الفقرة الأولى من البيت استعارة مكنية، حيث صوَّر الرُكب بالشيء الذي يُقطع، أما في الفقرة الثانية من البيت أوضح صورة بيانية وهي استعارة مكنية حيث صور وادي الغضى بالإنسان الذي يتحرك ويسير.

لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى ** مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا

يمدح الشاعر مالك بن الريب أهل وادي الغضى ويقول إنهُم مخلصون ولو كانوا قريبين منَّا لوصلوهم وزاروهم ولكنهُم للأسف في مكانٍ بعيد، وهذا من أشهر الأبيات لشرح قصيدة مالك بن الريب يرثي نفسه كاملة.

ألم ترني بعت الضّلالة بالهدى ** وأصبحت في جيش ابن عفّان غازيا

في هذا البيت يصف الشاعر حاله ويقول إنه كان ضالًا وكان سائرًا في الطريق الخطأ، بعد ذلك هداهُ ربهُ وأصبح في جيش سعيد بن عفان الغازي، ويذكر الشاعر فضل سعيد بن عفان لأنه كان سببًا في هذا، “بعت الضّلالة بالهدى” في البيت استعارة مكنية.

ذلك لأن الشاعر صوَّر الضلالة والهدى بأشياء تُباع وتُشترى ويُجرى بها مُقايضة، وكلمة الضلالة والهدى طباق يوضح المعنى ويؤكده وهو مُحسن بديعي أجاد الشاعر في وضعه.

لعمري لئن غالت خراسان هامتي ** لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

في سياق شرح قصيدة مالك بن الريب يرثي نفسه كاملة، كتب مالك هذا البيت أثناء جلوسه في خراسان ويوضح لو أن خراسان جعلته في أرفع مكان وأعلى شأن فسيظل يريد الابتعاد عنها وعن بابها، وفي هذا البيت يلوم مالك بن الريب نفسه وكيف سمح لنفسه النفي إلى خراسان.

فإن أنجو من بابي خراسان لا أعد ** إليها، وإن منيتموني الأمانيا

يقسم الشاعر أنه إن خرج من خراسان فلن يعود إليها أبدًا لو قاموا بتحقيق كُل ما تمنى، وهذا البيت يدل على شدة تعلق الشاعر بأرضه ودياره.

تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجد ** سوى السِّيف والرّمح الرديني باكيا

وأشـقـر خنذيذ يــجرَّ عنانه ** إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا

يبدأ الشاعر مالك بن الريب باستخدام العاطفة في الأبيات ويوضح ما سيحدث حينما يموت بصياغة رائعة في البيان، يقول الشاعر أنه كُلما يُفكر في الأشخاص التي سوف تقوم بالبكاء عليه حين موته لا يجد سوى سيفه ورمحه وفرسه المضمَّر القوي الذي يلتفت يمينًا ويسارًا ليبحث عن صاحبه فلا يجده حتى يشعر بالعطش.

فلا يجد الفرس من يسقيه فيجُر رسنه إلى الماء دونما فارس يسبقه، ولا ينفعه حين موته هؤلاء الناس فهم لا يضرونه ولكن ذِكرهُ بالدعاء فقط ما ينفعه، وأحدث الشاعر مالك بن الريب أسلوب قصر في الأبيات حيث قصر البكاء عليه من ثلاثة أشياء وهم السيف والرمح والحصان.

“سوى السِّيف والرّمح الرديني باكيا” في هذا البيت صورة بيانية وهي استعارة مكنية حيث صوَّر السيف والرمح بأشخاص تبكي وحذف المُشبه به وهو الإنسان وصرح بالمُشبه، وهذا من أفضل الأبيات تعرفنا عليها من خلال شرح قصيدة مالك بن الريب يرثي نفسه كاملة.

ولما تراءت عند مروٍ منيتي ** وحلَّ بها جسمي وحانت وفاتيا

أقول لأصحابي ارفعوني فإنَّني ** يقرُّ بعيني أن سهيلٌ بدا ليا

يقول مالك بن الريب حينما شعر باقتراب أجله عند مدينة “مرو” شعر بضعف جسده ودعا أصحابه ليرفعوا له رأسه حتى يرى النجم سُهيل الذي يُحبه لأنه يمر بالمكان الذي يعيش فيه أهله، في قوله “يقرُّ بعيني” كناية عن شدة فرح وسرور الشاعر برؤية النجم سهيل.

فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ** برابيةٍ إنّي مقيمٌ لياليا

استكمالًا شرح قصيدة مالك بن الريب يرثي نفسه كاملة في هذا البيت يطلُب الشاعر من أصحابه أن يظلوا بجواره ليلة في رابية وهو المكان المُرتفع عن سطح الأرض، لأنه يشعر أن نهايته تقترب، وأحدث الشاعر التماسًا في كلمة فيا صاحبي، في قوله “مقيمٌ لياليا” كناية عن قُرب الموت من مالك بن الريب.

أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلةٍ ** ولا تعجلاني قد تبيَّن مابيا

في إطار موضوع شرح قصيدة مالك بن الريب يرثي نفسه كاملة، يخبرنا الشاعر مالك بن الريب أنه طلب من أصحابه أن يظلوا معه ليوم أو يومين لأن أمر موته أصبح واضحًا أمامه.

وقوما إذا ما استلَّ روحي فهيئا ** لي القبر والأكفان ثم ابكيا ليا

وخُطا بأطراف الأسنة مضجعي ** وردّا على عينيَّ فضل ردائيا

يظهر الشاعر مشهد الحزن والأسى حيث يقول لأصحابه أن يغسلوه بالسدر ويجهزوا كفنه ويطلُب منهم أن يبكوا بعد رحيله، وأن يحفرون له قبرًا برؤوس رماحهم وأن يغطي وجهه بما يزيد من ثيابه.

ولا تحسداني بارك الله فيكما ** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خذاني فجرّاني ببُردي إليكما ** فقد كنت قبل اليوم صعباً قياديا
#أحمد_فاخوري #شبكات #مرثيات

show more

Share/Embed