Published On May 30, 2013
تأليف الأستاذ الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم بن الشيخ احمد الطيب
أَلْهَتْكَ يا عَمْرو الدِيارُ عَنْ السُّرَى أَمْ حُبُّ ذَاتِ الْخِدِرِ عَنْ إلفِ السُّرَى
أُمْ ذِكْرُ رامَةَ وَالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنْيً أمْ شَوْقُ نجدٍ فِي فُؤَادِكَ قَدْ سَرَى
أمْ سَجْعُ أقمارٍ بحَزوِى وَالرُّبَا أمْ قَائِلٌ طَرَبًا بِأَنْدِيَةِ الْوَرَى
كَيْفَ التَّخَلُّفُ عَنْ زِيارَةِ مِنْ يرى مَنْ خَلْفَهُ وَالظِّلُ مِنْه فَلَا يُرى
وَمَلاَئِكُ الرَّحْمَنِ تَقْصِدُ قُرْبَهُ والأنبياء وَخَلِيلُهُمْ رَبُّ القِّرى
وَلَهُ عَلَى كُلِّ الْخَلائِقِ مَنْزِلٌ أعلى وَأبْعدُ كَالْسمَاءِ مِنْ الثَّرى
بظهوره ابتهجَ الزمانُ وَزُيِّنتْ كُلُّ الْقُرَى لَا سِيمَا أمُّ الْقُرَى
اكْرِّم بِهِ مِنْ سَيِّدٍ لولاهُ مَا بَرَّا الْمُصَوِّرُ لِلْوُجُودِ وَصوَّرَا
فَالْبَدْرُ هَذَا إنَّهُ كَلِفٌ بِهِ مُتَواجِدٌ بِجَمَالِهِ مُذْ أُظهِرا
وَالشَّمْسُ لَوْلَا اسْتَنَارَتُ نُورِهِ مَا كَانَ نُورَاً او سَنَاً مِنْهَا يُرى
وَالْمِسْكُ يعْشِقُ ريحَهُ وَلَذاتِهِ نَشْرٌ فَيُزْرَى بِالنَسيمِ إذا سَرَى
اللهُ اكبرُ مَا ألذَّ مُحمَّداً فِي كَلِّ قَلْبٍ بِالسنا قَدْ نُوِّرَا
وَهُوَ الذى لَا زَالَ يَسْمُو فَضْلُهُ وَبِفَضْلِهِ نَطَقَ الْكِتَابُ وَخَبَّرَا
وَهُوَ الذى في الْكَوْنِ لَمْ يكُّ مِثْلَهُ شَبَحاً وَلَا روحَاً سَعِيدَاً نَيِّرَا
قَدْ أُحكمتْ أزلاً سَوَابِقُ عَهْدِهِ وَبِمَا لِهِ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ بَشَّرا
وَبِمَا لَهُ مِنْ آيَةٍ وَمَزِيَةٍ وَمَلاحَةٍ فسبى الزَّمانَ وَحَيَّرَا
قَمَرٌ بأرضِ الشَّرْقِ كَانَ طُلُوعُهُ وَالْكَوْنُ عِنْدَ طُلُوعِهِ قَدْ كَبَّرَا
سَلْ عَنْ عُلاهُ وَعَنْ عُلُوِ مَقَامِهِ الْبَلَدَ الأمينَ وَطَيبَةً أيضاً حِرِا
فَالْأنبياءُ كَوَاكِبٌ وَمُحَمَّدٌ قَمَرُ تَشَعْشَعَ نُورُهُ بَيْنَ الْوَرَى
فالأنبياءُ جَمِيعَهُمْ مِنْ نُورِهِ وَجَمِيعُ صَبٍّ جَفنُهُ هَجَرَ الْكَرَى
فَبِهِ تَوَسَّلَ آدَمٌ مِنْ ذَنْبِهِ وَتَشَفِّعتْ حوَاءْ بِهِ مِنْ مَا جَرَى
وَبِهِ دَعَا ادريسُ فارْتَفَعْت لَهُ رُتَبٌ وَحَازَ مَعَ الْمَرَاتِبِ مفخرا
فَتولنَّي يا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الثَّرى وَارْحَمْ حَشاً بِلَظى هواك تَسَّعَرَا
وَكَذَاكَ أُمي والبنينَ وَمَنْ لَنَا يُعَزى إذا مَنْ فِي الْمَقَابِرِ بُعْثَرَا
وَعَلَيكَ صَلَّى اللهُ يا مُخْتَارُ مَا مَحْمُودُ هُيِّمَ بالْمَدِيحِ وَأُسْكِرَا
وَكَذَاكَ آلكَ وَالصَّحَابَةِ كُلِّهِّمْ أقمارِ أنديةِ الْوَرَى أُسْدِ الشَّرَى