تنزيلا للبرنامج السنوي للمحافظة الجهوية للتراث الثقافي بطنجة تطوان الحسيمة، وفي إطار الشراكة التي تجمعهما شاركت جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة ضمن فعاليات أسبوع التراث في النسخة الثانية من رحلة المشي في المسلك القديم من طنجة إلى ضريح مولاي عبد السلام.
الدورة الثانية من الرحلة عرفت مشاركة 20 مشاء ومشاءة اختلفت أعمارهم وتوحد هدفهم، منهم من شارك لأول مرة ومنهم من كانت مشاركته للمرة الثانية، وضعوا نصب أعينهم هدف تحقيق مبتغى قطع مسار الطريق رغم صعوبته من حيث طول المسافة وحرارة الجو ووعورة بعض المقاطع.
قطع المشاؤون ما يقارب من 80 كيلومترا في يومين حيث كانت الانطلاقة يوم السبت 22 يونيو 2024 من ساحة المغرب عبر شارع مولاي اسماعيل مرورا بعدد من الأحياء وصول الى الكنبورية ٱخر حي بالمدار الحضري، ومر المشاركون أسفل مدشر الديموس عبر طريق ثانوي معبد وصولا الى مدشر السلاويين، ثم أسفل مدشر الشاوية وسط الحقول وصولا الى الحي الاسباني خلال فترة الحماية والمعروف بالركايع، واصل المشاركون رحلتهم عبر مسلك فلاحي مواز لمداشر الصخرة وعيون قصاب والرملة الفوقية والسفلي وتمسيلة... وصولا الى مركز دار الشاوي.
‏وكانت نهاية مسار الرحلة خلال اليوم الاول بدار الضيافة سيدي حبيب عند عائلة حكمون التي نوجه لها خالص الشكر والامتنان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، حيث تناول المشاؤون وجبة العشاء وقضوا ليلتهم.
واستأنف المشاركون رحلتهم صبيحة يوم الأحد 24 يونيو 2024 بعد تناول وجبة الفطور، بالمرور عبر مسلك غابوي متنوع من حيث الغطاء النباتي والمنابع والجداول المائية، مرورا بمركز جماعة بغاغزة والمداشر التابعة لها كفج الريح والزاوية الفوقية ودواوير أخرى تابعة للنفوذ الترابي لجماعات بني يدر وتزروت كدار الشريف واغبالو وتازية... ليصل الجميع الى مدشر "السكان" ثم مرقد القطب مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم.
‏كان مسار الرحلة ممتعا رغم صعوبته، حيث ذللت الأجواء العائلية التي طبعتها الروح المرحة للمشاركين تارة، والنقاشات ذات الطبيعة الفكرية والفنية بينهم تارة أخرى صعوبة المسار وحولته الى فرصة للاستفادة والإستمتاع وتبادل الأفكار، إضافة إلى سيادة جو من التضامن الملحوظ بين المشاركين والمشاركات.