من هو الشيطان وكيف أحمي نفسي منه ؟
Mr Mustafa 2 Mr Mustafa 2
21K subscribers
2,544 views
359

 Published On Sep 20, 2024

في هذا الفيديو، ننطلق في رحلة عميقة لفهم ظاهرة الشيطان من وجهة نظر دينية وروحية. نبحث في طبيعته، تأثيره على حياتنا اليومية، وسبل الحماية التي يمكن أن نتبعها لتحصين أنفسنا ضد وساوسه.
الشيطان في الحضارة الإسلامية هو مخلوق خُلق من نار، كما ورد في القرآن الكريم. نجد في سورة الحجر (آية 27): "وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ"، مما يدل على طبيعته المختلفة عن الإنسان. وللشيطان أسماء وألقاب متعددة، أبرزها "إبليس". يتجلى لنا في سورة البقرة (آية 34) كيف رفض إبليس السجود لآدم الأمر الذي أدى لطرده من رحمة الله. يقول الله: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ". هذا المشهد ليس مجرد قصة بل يدل على طبيعة تحدي الشيطان ورفضه لطاعة الله.
تأثير الشيطان على البشر: بالطبع، يؤثر الشيطان علينا بطرق متعددة. يعمد إلى إضلال النفوس وزرع الشكوك، وهو ما أشار إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته". هذه الوساوس قد تؤدي للبعض إلى الشك في إيمانهم أو في طبيعة وجود الله.
يمكن للشيطان أيضًا استغلال نقاط ضعفنا، مثل الرغبات السلبية والشكوك والتوتر. لذا، من الضروري أن نكون واعين لأفكاره ووساوسه. فالأفكار السلبية غالبًا ما تكون بوابة للإغواء.
سبل الحماية من الشيطان:
لحماية أنفسنا من وساوس الشيطان، هناك مجموعة من الأساليب التي وردت في القرآن والسنة.
الاستعاذة بالله: يجب علينا أن نستعيذ بالله من الشر ووساوس الشيطان. يُعتبر دعاء الاستعاذة كخط الدفاع الأول في مواجهة الشيطان. يقول الله تعالى في سورة الفلق (الآيات 1-5): "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ من شر حاسد إذا حسد".
قراءة القرآن: تعتبر من العلاجات الروحية الفعّالة. آية الكرسي (سورة البقرة، آية 255) تُعَدُّ من الآيات القوية التي تُحمي الإنسان من الشيطان، حيث يقول الله: "لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ"، مما يدل على عظمة الله وقدرته.
الذكر والدعاء: تكتسب الأذكار اليومية أهمية كبيرة في حماية النفس. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك".
الصلاة: من الضروري أداء الصلوات في أوقاتها، فالصلاة تُعتبر حصنًا من الشيطان. يقول الله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ".
الوعي الروحي والعبادة: تعزيز العلاقة مع الله من خلال الطاعات والعبادات يجعلنا في مأمن من الشيطان. فكلما اقتربنا من الله، كلما زادت الحماية التي نحصل عليها من وساوس الشيطان.
في النهاية، الشيطان هو عدو قديم يتربص بالإنسان. لكن من خلال الاستعاذة بالله، قراءة القرآن، الذكر، الصلاة، والوعي الروحي، يمكننا أن نواجه هذا العدو ونحصن أنفسنا من تأثيراته المدمرة. إن الوعي الشخصي والروحاني يلعبان دورًا كبيرًا في تجنب الفخاخ التي ينصبها الشيطان.

show more

Share/Embed